الاثنين، 13 يناير 2020

حسب الاحصائيات التي أنجزتها وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والتكوين المهني والبحث العلمي فإن حوالي 6207 مؤسسة تعليمية مبنية بالبناء المفكك الذي يحتوي على مادة الحرير الصخري أو مايسمى (الاسبستوس Asbestos
ويستخدم الاسبستوس في مجال البناء وتسقيف المنازل واستعمالات اخرى متعددة، وينتج في عدة دول من أهمها كندا وأستراليا وجنوب أفريقيا. لكن السؤال المطروح : ما هو تأثير هذه المادة على صحة التلاميذ والأطر التربوية والإدارية العاملة في هذه  الحجرات؟

خطورة الأسبست تكمن في نوع المواد المعدنية الموجودة فيه وتعتمد تأثيراته الصحية على المدة الزمنية التي يتعرض لها الإنسان عن طريق الاشعاع وكذلك على عدد الألياف وطولها ومتانتها، وتبين وجود علاقة وثيقة بين المدة الزمنية للتعرض لألياف الأسبست وشدة التعرض وبين التأثيرات السلبية على صحة الإنسان، إذ تظهر أعراض المرض بعد التعرض المزمن لألياف الأسبست ( أكثر من 20 سنة) . أما بالنسبة للتعرض الحاد توجد دراسات تظهر تأثيراته على الإنسان. وهناك وسيلتان رئيسيتان يمكن من خلالهما التعرض لألياف الأسبست:

     الأولى:  التعرض عن طريق الإشعاع، خاصة في أماكن العمل، وبناء على المعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية يجب ألاتوجد ألياف الأسبست في أماكن العمل عن بعد 17متر، وصنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان وهي تابعة لمنظمة الصحة العالمية الأسبست كمادة مسرطنة وذلك عن طريق الاشعاع.
وقد يصيب بسرطان الدماغ وسرطان الرئة.

    الثانية :عن طريق مياه الشرب، إذ دلت الدراسات الوبائية التي قامت بها منظمة الصحة العالمية على أن الأمراض السرطانية لا تزداد عند ابتلاع ألياف الأسبست في مياه الشرب، ولا يوجد دليل قاطع حتى الآن على أن وجود ألياف الأسبست في أنابيب مياه الشرب يشكل خطورة على صحة الإنسان، كما أن المنظمة وهي الجهة المعتمدة عالميا لوضع المعايير الخاصة بمياه الشرب لم تضمن الأسبست في قائمة المواد التي يمكن أن تشكل خطورة على صحة الإنسان خاصة إذا ما وجد بنسب مقبولة. أما الوكالة الأمريكية لحماية البيئة في أمريكا  فتعتقد أن التعرض لألياف الأسبست عن طريق مياه الشرب قد يصيب الإنسان بأمراض سرطانية في الجهاز الهضمي، إلا أن الدليل على ذلك ليس قاطعاً.
كما يَنتج عن تعرض العاملين في إنتاج أو صناعة الأسبست بعض الأمراض من أخطرها داء الأسبست (الأسبستوز) وسرطان الرئة و ورم المتوسطة.

وداء الأسبست مرض رئوي مزمن يصيب الرئتين نتيجة استنشاق ألياف الأسبست التي تتميز بدقتها الشديدة، والتي تعمل على خفض كفاءة الرئتين والجهاز التنفسي بشكل عام حيث يحدث اتصال مباشر بين الألياف والخلايا في الرئة ما يؤدي إلى تحول خبيث لهذه الخلايا، وبالتالي ينتج عن ذلك سرطان الرئة، ولوحظ أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض الذي تكمن خطورته في أن أعراضه تظهر بعد مرور 15 إلى 20 سنة.

وقد أصدرت منظمة العمل الدولية الاتفاقية رقم 162 لسنة 1986 في دورتها رقم 92 التي تعرف باسم «الحرير الصخري» وتضمنت حظر استخدام هذه المادة بجميع أشكالها والاستعاضة عنها بمواد أخرى ومنتجات أخرى عديمة الضرر أو أقل ضررا كما وضعت هذه الاتفاقية استثناءات من الحظر في حالات معينة حددتها بشروط اتخاذ إجراءات وتدابير صارمة تضمن عدم تعرض العمال للخطر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق